تتشابه أعراض نوبات الهلع (Panic attacks) مع أعراض القلق (Anxiety)، غير أنهما يختلفان عن بعضهما بعضا في كثير من الجوانب. وفي هذا المقال سنلقي نظرة على الفرق بين نوبات الهلع والقلق.
الفرق بين نوبات الهلع والقلق
للتعرف بوضوح على هذا الفرق، من المهم أن نضرب مثلا على كل حالة منهما على حدة، وإليك هذين المثالين:
- نوبات الهلع: أثناء الجلوس مع الأصدقاء وتبادل الأحاديث المرحة، شعر أحدهم بخوف شديد وفجائي أدى إلى ظهور أعراض تتضمن تسارع ضربات القلب وتعرق الراحتين، مما جعله يغادر المكان دون سبب واضح.
- القلق: يشتكي أحدهم من الأرق بسبب الأفكار والمخاوف المتواصلة مما يمكن أن يحدث في المستقبل، إذ إنه دائما يتوقع الأسوأ ويعتقد بأن كارثة ما ستحدث بالفعل.
وإليك مجموعة من الفروق بين الحالتين:
- الفرق في الأسباب: يشمل الفرق بين نوبات الهلع والقلق وجود اختلاف بين الحالتين في الأسباب، فنوبات القلق تحدث نتيجة التعرض إلى ضيق أو صدمة شديدة؛ أما نوبات الهلع، فهي عادة ما تظهر فجأة دون حدوث أي موقف مثير.
- الفرق في السرعة: قد تحدث نوبات القلق ببطء أو تدريجيا، في حين أن نوبات الهلع تتسم بكونها فجائية وتصل إلى ذروة شدتها سريعا.
- الفرق في الشدة: رغم التشابه الكبير بين أعراض الحالتين، تعد أعراض نوبات الهلع، لا سيما الجسدية منها، أشد من أعراض نوبات القلق.
علاج نوبات الهلع والقلق
رغم الفرق بين نوبات الهلع والقلق، فهما يتشابهان في الأساليب المستخدمة في علاجهما، وإليك مجموعة من أبرز هذه الأساليب:
- العلاج النفسي (Psychotherapy): تتعدد أساليب العلاج والإرشاد النفسي التي تستخدم في مواجهة نوبات الهلع والقلق، وأبرزها الآتي:
- العلاج المعرفي السلوكي (Cognitive behavioral therapy – CBT): وهو أسلوب علاجي يهدف إلى تغيير طريقة التفكير في الأمور المقلقة أو التي تحث على حدوث نوبات الهلع.
- العلاج بالتعريض (Exposure therapy): وذلك بتعريض المصاب تحت إشراف المعالج أو الطبيب النفسي إلى المواقف أو الأشياء التي تحث على حدوث نوبات الهلع أو القلق تدريجيا.
- العلاج الدوائي: وتتضمن أبرز المجموعات الدوائية المستخدمة في علاج هاتين الحالتين الآتي:
- الأدوية المضادة للاكتئاب، وأبرزها فئة المثبطات الانتقائية لاسترداد السيروتونين (Selective serotonin reuptake inhibitors – SSRIs) ومثبطات استرداد السيروتونين والنورئبينفرين (Serotonin-norepinephrine reuptake inhibitors – SNRIs).
- الأدوية المضادة للقلق، منها مجموعة البنزوديازبين (Benzodiazepines).
- حاصرات البيتا (Beta-blockers)، وهي تعمل على التخفيف من بعض الأعراض الجسدية لنوبات الهلع والقلق، أبرزها تسارع ضربات القلب.
- العلاج الذاتي: وتشمل أبرز أساليبه الآتي:
- تأمل اليقظة الذهنية (Mindfulness meditation): وهو يهدف إلى إدخال العقل في حالة من التركيز في اللحظة الحالية بعيدا عن الاستجابة للأفكار أو الأحاسيس. وهنا نذكرك بتحميل تطبيق توازن الذي يحتوي على معلومات شاملة عن أنواع التأمل المختلفة، إضافة إلى مجموعة من البودكاست والتأملات.
- التنفس ببطء وعمق: فذلك يساعد في إعادة التنفس إلى طبيعته، إذ إنه يتسارع عند حدوث نوبات الهلع والقلق.