قلم: مريم ريان

“يبدو أن كل شيء يتغير عندما نتغير” – هنري فريدريك.

اللحظة التي تتغير فيها حياة أحدهم، ربما لا يلحظها أحد. هذا ما حدث معي في مرحلة من حياتي حين كنت في أواخر العشرينات من عمري.

كنت أعيش في مدينة دبي، لدي ابنة جميلة، وعمل رائع، وأستمتع بالثقافة والفن والموسيقى بشكل يومي، ومن حولي الأصدقاء الذين كنت أقضي معهم معظم الوقت، إلا أنني كنت مرتبطة بعلاقة غير صحية، جلبت لي التعاسة، فحاولت كثيرًاشغل وقتي بالعمل والعديد من النشاطات، لكن العودة إلى المنزل، كانت تصيبني بالحزن الشديد والغضب والقلق، وفي نهاية الأمر، أنهيت العلاقة، ولا أعلم لماذا استسلمت للكآبة وقتها!

النهاية الفوضوية للعلاقة، وتبعات قرار الانفصال عائلياً واجتماعياً، والمسؤوليات المترتبة، كل ذلك تركني أكثر حزناً ويأساً وتشتتاً، لكني لم أكن أعترف بذلك، فقد كنت أعلم في قرارة نفسي أن هناك مشكلة حقيقية في داخلي، لكني استمريت في الهروب لشهور عدة، إلى الموسيقى والكتابة والقراءة، كذلك الغرق في العمل لساعات طويلة، لكني لم أفهم حينها لماذا رافقني الشعور بالكآبة لشهور عدة.

لحظة الوعي والاختيار

عدت إلى البيت في أحد الأيام، مواصلة روتيني اليومي، بدلت ثيابي، وجلبت عصيراً من الثلاجة، وجلست أمام التلفاز أبحث عن لا شيء! فبدأت بسماع أفكاري التي تدور في ذهني، وكانت سلبية جداً، من مثل: أنت سيئة، لا أحد يمكنه أن يحتمل العيش معك، عنيدة، أنانية.. كانت مثل ضوضاء خلف رأسي. كنت أعلم أنني قد سمعتها من قبل، لكني تجاهلتها مراراً واخترت الهروب، لكنها في تلك اللحظة أمامي، تواجهني، وتضعني في مفترق طرق. وكان علي إما الجلوس مع تلك الأفكار أو الهروب منها، فرحت حينها، وذلك لأن لدي  أكثر من خيار، وشعرت بقشعريرة تمر في جسدي كله.

الاختيار ما بين الذهاب إلى النوم أو أن أكون حاضرة وأختبر تلك الأفكار، كان عميقاً جداً، وعلمت لحظتها أنني إذا لم أستقل ذلك القطار، فإنه سيفوتني إلى الأبد. فبدأت رحلة البحث عن ذاتي. وبعد تجارب عديدة في أماكن مختلفة، ومع أناس كثر، وجدت طريقي عبر تطبيقات الهاتف، والتأمل الموجه الذي منحني تجربة حلوة ومرة، فما زلت أتذكر تلك اللحظات الأولى من الصمت، والاستماع إلى أفكاري، وكنت أعاني من كل الأفكار السلبية التي تدور في ذهني، وأستمتع بالصمت الذي يأخذني بعيداً، إلى أن وجدت تطبيقاً على الهاتف، استطعت بعد متابعته لشهور أن أشعر بالتغيير الإيجابي الذي أحدثه التأمل على حياتي.

شعرت حين أغلقت عيني في البداية، أنني في بحيرة لم أزرها من قبل، وخطوة بخطوة مع مدرب التأمل، سمحت لنفسي بالشعور بالراحة، والانصهار مع المشاعر الرائعة التي تجتاح عقلي وروحي وجسدي. كل ذك كان بلغة أجنبية، فكنت أشعر بأن هناك شيئاً ينقص التجربة، وعلمت بعد مضي وقت قصير، أنني بحاجة إلى ممارسة التأمل بلغتي الأم، اللغة العربية، لكي أتمكن من التعبير عن مشاعري وفهمها، والوصول إلى الذكريات المختزنة عميقًا في ذاكرتي، والشعور أخيرًا بالسلام الداخلي.

“الصوت الذي يقودني من خلال التطبيق، يؤكد لي أن كل شيء سيكون على ما يرام إن أردت أنا ذلك”!

تعرفت على توازن، التطبيق الذكي الأول للتأمل باللغة العربية، في يناير 2020، وبدأت في الاسترخاء لأول مرة مع التأمل الموجه بلغتي الأم. كان صوت مدربة التأمل “إيلدا زغموت” يأتي مثل إلهام من التطبيق، في حين أخذت ذكرياتي وأفكاري السلبية تتلاشى شيئاً فشيئاً، وحين تعود إلي فجأة، كنت أستمع إلى تأملات اليقظة الذهنية، وأذكر نفسي باللحظة التي أعيش فيها، وبجمال ما أملكه الآن. فقد ساعدني في التعرف على ذاتي ومحاورتها، والتخلص من الماضي والأفكار السلبية التي ترافقه. وكان ذلك جزءاً من التجربة التي أوصلتني إلى التعرف على ذاتي وتقبلها ومسامحتها، وأيضًا التعمق في الحوار مع ذاتي واكتشاف مدى جمالها ومنحها الحب الذي تستحقه.

لقد عشت تجربة مثيرة، فقد تخليت عن ذكريات المدرسة التي آلمتني لسنوات طويلة، وذكريات العلاقة غير الصحية التي أرهقتني، والحزن الشديد لفقداني والدي، وما رافق ذلك من قلق وغضب. وحظيت بلحظة مفعمة بالراحة، وأنا أتخلى عن كل ذلك، وأدع كل الذكريات تمر وتتلاشى.

تطبيق توازن، رفيقي في رحلة استثنائية، وأنصحكم بالتعرف إلى تأملات “رحلة شغف”، و”بداية جديدة”، و”الإمتنان”، و”مواجهة أزمة”، و”التحرر من الصدمة” المتوفرة على رفيقي، تطبيق توازن.