من الطبيعي أن نمر خلال حياتنا في مراحل من الخوف أو الخطر، والتي من شأنها أن تؤثر على الدماغ، لكن هل تعرف كيف يؤثر الخوف على الدماغ؟

لماذا نشعر بالخوف؟

لفهم تأثير الخوف على الدماغ، من المهم أن نعرف لماذا نشعر بالخوف أصلًا؟

يعد الخوف من المشاعر الأساسية والمهمة، والتي ساعدت الإنسان في البقاء على قيد الحياة، وذلك من خلال خوفه من خطر ما من ثم هربه أو اختبائه.

إذا وبكلمات أخرى، يساعد دور الخوف الأساسي، وهو البقاء، على تفسير سبب ظهوره في بعض الأحيان بسعادة بالغة.

ماذا يحدث في الدماغ عندما نخاف؟

لتبسيط هذه الإجابة، قام الدكتور دانيل سيجيل (Dr. Daniel Siegel) بتصوير الدماغ على شكل يد.

قم بوضع إبهامك أمامك، ثم أغلق أصابع اليد المتبقية على الإبهام، سوف تلاحظ أمامك شكلًا يشبه شكل الدماغ، حيث أن مناطق الدماغ تكون على النحو التالي:

  • يكون المعصم مجسمًا للحبل الشوكي.
  • الإبهام يمثل منطقة اللوزة في الدماغ (Amygdala) وهي المنطقة في التي تقوم بتنبيه الجهاز العصبي والبدء في إحداث بعض التغييرات في الجسم، والتي تدعى الكر أو الفر (Fight or flight response).
  • عندما تغلق يديك على الإبهام، يتكون لديك منطقة القشرة (Cortex).

لتوضيح تأثير الخوف على الدماغ بهذا الشكل، إليك التفاصيل:

1- الجهاز الحوفي (limbic system) والخوف

الجهاز الحوفي هو منطقة موجودة في الدماغ، والتي تتكون من عدة أجزاء مهمة، مثل اللوزة والحصين (hippocampus). 

هذا الجهاز يعد مركزًا مهمًا للمشاعر والذاكرة وردات الفعل، كما تعد اللوزة على وجه الخصوص المسؤولة عن اكتشاف الخطر وإرسال إشارة إلى نظامنا العصبي اللاإرادي للرد وفقًا لذلك.

لتسهيل الموضوع، لنفترض أنك تعرضت لقرصة نحل، تقوم منطقة الحصين في تخزين ذاكرة عن هذا الحدث لربطها مع مشاعر الخوف، بالتالي في المرة القادمة، عندما ترى نحلة، تقوم منطقة اللوزة بالتعرف على هذا الخطر وسوف تشعر بالخوف.

في هذه الحالة، سوف يتم إفراز هرمون مسؤول عن الخوف، وهو هرمون الكورتيزول (cortisol)، وتبعًا لذلك سوف تلاحظ التغييرات المرتبطة بمرحلة الكر أو الفر، ومن أمثلتها: 

  1. زيادة نبضات القلب.
  2. زيادة في معدل التنفس.
  3. زيادة معدل الطاقة إلى العضلات لتسهيل مهمة الهرب.

2- القشرة والخوف

الآن حان وقت تدخل القشرة، وهي المنطقة المسؤولة عن مهمة التفكير. في القشرة، بإمكانك أيضًا إيجاد طرق وحلول للمواقف التي تتعرض لها خلال يومك.

القشرة الجبهية تحديدًا تعمل على تحليل المواقف التي ترسلها منطقة اللوزة من أجل معرفة رد الفعل المناسب. 

لتوضيح أثر الخوف في هذه المرحلة، قم بفتح قبضة اليد مع إبقاء الإبهام مغلقًا. هذا ما يحدث في الدماغ عند الخوف، لكن إلى ماذا يشير؟

نفقد التواصل ما بين منطقة القشرة واللوزة، بالتالي لا نعد قادرين على التواصل بشكل فعال مع الآخرين أو التحكم في عواطفنا أو الاستجابة المنطقية للتفكير!

ملاحظة هامة: لا يتعين علينا أن نكون في خطر حقيقي لندخل في مرحلة الخوف، حيث يمكن لأي موقف مرهق أن يتسبب في ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول لدينا وفقدان التواصل بين أجزاء الدماغ.

تذكر…يجد الأطفال صعوبة أكبر في الاستجابة للمواقف العصيبة وتنظيم عواطفهم، وذلك نظرًا لأن القشرة الجبهية لا تتطور بشكل كامل حتى الوصول إلى 25 سنة من العمر.