الصدمة هي التعرض لحدث يشكل خطورة على الحياة، أو إصابة بالغة، أو عنفاً جنسياً. وقد تكون الصدمة حدثاً أو سلسلة من الأحداث الصادمة التي يتعرض لها الشخص. وتتطور أعراض ما بعد الصدمة لدى نسبة معينة من الناس فتعيق حياتهم، وتجعلهم يعيشون في مخاوف تؤثر فيهم بشكل كبير. أما بالنسبة للأطفال، فالصدمة تعيق أداءهم في المدرسة، وعلاقاتهم بالمحيط، وذلك وفقًا للدكتور شفيق مصالحة.
الأطفال معرضون للصدمة من عمر السنة فما فوق، فعندما نتحدث حول أثر الصدمة على الطفل، نرى أنه، وعلى الرغم من التشابه ما بينهم وبين البالغين، إلا أنهم يتميزون ببعض الخصائص، فمثلاً الطفل والبالغ يظهر عليهما أعراض ما بعد الصدمة، على شكل كوابيس مزعجة لها علاقة بحدث الصدمة، فيستيقظ كل منهما من النوم مذعوراً وهلعاً، لكن الطفل لا يسرد تفاصيل الحلم أو أحداثه كما يفعل البالغ.
ويعيش الأطفال الحدث الصادم من جديد، مثل الكبار، لكنهم يظهرون ذلك من خلال اللعب، حيث يختارون ألعاباً لها علاقة بالصدمة، ويلعبونها بطرق تتناسب مع موضوع الحدث، فمثلاً الطفل الذي أصيب في حريق، نجده يميل للعب بالنار، ومن تعرض لاعتداء جنسي، يشارك في ألعاب تحتوي سلوكيات جنسية.
ويلاحظ الأهل غالباً تغييراً في سلوك طفلهم بعد الصدمة، مثل: تقلب المزاج وانفجارات الغضب غير المبررة، ويرتبط ذلك بصعوبة تعبير الطفل عن أفكاره ومشاعره بالكلام المباشر. كما ينتبه بعض الأهالي والمعلمون ايضاً إلى انعزال الطفل عن رفقائه، وامتناعه عن المشاركة باللعب معهم. فيما قد يُظهر الطفل أيضاً صعوبة في التركيز، وتدني تحصيله الدراسي.
ويعاني الأطفال والمراهقون الذين تعرضوا للصدمة، من انخفاض ثقتهم في أنفسهم، ويشعرون بأنه غير مرغوب فيهم، وقد يُظهرون سلوكاً فيه لا مبالاة، مما قد يشكل خطراً عليهم أو على الآخرين.
دور المربين
يأتي دور الأهل أولاً، ومن ثم المعلمين، فيما يتعلق بالانتباه للأطفال الذين تظهر عليهم أعراض ما بعد الصدمة، ومن ثم تقديم الدعم والمساعدة لهم. ومن أهم الأمور التي يمكن التركيز عليها من قبل الطرفين، الإصغاء للطفل وتشجيعه على التعبير عن نفسه، خاصة بما له علاقة مباشرة بالحدث الصادم، وتشجيعه على المشاركة في الفعاليات مع رفاقه من الفئة العمرية ذاتها، فمن المهم أن يشعر الطفل بالأمان والعاطفة من قبل المربين سواء في البيت أو في المدرسة.
وفي بعض الحالات، تعيق الآثار العميقة للصدمة حياة الطفل، فيستحسن الاستعانة بالعلاج النفسي المهني. كما تشير الأبحاث والتجارب العلاجية إلى أن التأمل من الأدوات العلاجية المهمة التي يمكن تدريب الطفل على ممارستها. فالتأمل يعمل على مقاومة القلق، وزيادة التهدئة النفسية والذهنية والجسدية التي تضررت من جراء الصدمة.
من هنا، ارتأى توازن ان يولي اهتماماً بنفسية الأطفال المتضررين من أحداث الصدمة، ويرفع الوعي لديهم حول معاناتهم، من خلال مجموعة من التأملات المتوفرة على التطبيق، ويمكن الوصول إليها في أي وقت وفي أي مكان تتواجدون فيه.