يجلس الطفل أمام شاشات كثيرة، تأخذه إلى عالم الألعاب والسينما والتواصل الاجتماعي والكتب الإلكترونية، وفي ظل ما يمر به العالم من أزمة انتشار فيروس كوفيد 19، يمكننا إضافة شاشة الدراسة والتعليم عن بعد.

من الترفيه إلى التعليم، وعلى الرغم من الجهود التي يبذلها الآباء والأبناء للحد من استخدام أطفالهم للتكنولوجيا، ومحاولاتهم توفير بعض النشاطات التي تساعدهم في هذا التوجه، إلا أن الوقت الذي يقضيه الطفل وحيداً مع التكنولوجيا طويل جداً، فيما تضاءل أمامه وقت اللعب الحر، والجلوس مع الأهل والأصدقاء.

وباتصال الطفل الطويل مع أجهزته الإلكترونية، يشاهد الكوارث الطبيعية والحروب والبرامج التي قد تؤثر فيه سلبياً، مما يسبب له القلق والتوتر، وتتزايد الاضطرابات المرتبطة بهما لدى الأطفال الذين قد لا يكونوا قادرين على تحديدها أو التعبير عنها، فمثلاً يمكن فهم مشاعر الحزن والفرح وكيفية تعبيرهم عنها، لكن من الصعب التعرف على خيبة الأمل والإحباط والقلق عند الأطفال، فهي مشاعر مربكة ومحيرة، وهنا، يحتاج الطفل إلى مساعدة للتعرف على مشاعره وإدراك ماهيتها، ليتمكن بالتالي من تجاوز الأوقات الصعبة.

وتوصي مدربة التأمل واليوغا، إيلدا زغموت، باستخدام تقنيات الخيال الموجه للأطفال في سن مبكرة، حيث تعتبر طريقة رائعة للتواصل مع الطفل الذي يتعلم كيفية الاستماع إلى نفسه والوصول إلى قوته الداخلية التي تساعده في التعامل مع القلق والتوتر، وذلك لما يتمتع به الأطفال من خيال خصب.

كما تؤكد زغموت على أهمية تقنيات التأمل الموجه للأطفال وتمارين التنفس التي تساعدهم في اجتياز مشكلات محددة، مثل صعوبات النوم، والقلق من الامتحانات، وتوتر العودة إلى المدرسة، واضطراب نقص الانتباه. كما يمكن لهذا النوع من التأمل أن يساعد الأطفال على تحفيز الإبداع وزيادة التركيز واعادة التواصل مع المشاعر.

وكانت مجلة Psychology Today، قد ذكرت في وقت سابق أن التأمل الموجه يساعد بشكل كبير على التقليل من آلام البطن المزمنة عند الأطفال، وذك بعد أن نشرت دراسة قامت بها مجلة طب الأطفال، استمع خلالها 30 طفلاً يعانون من تلك الآلام إلى جلسات موجهة مسجلة على أقراص مدمجة لمدة ثمانية أسابيع، حيث شهد 63.1% من الأطفال انخفاضاً ملحوظاً في شعورهم بالألم. كما كانت الملاحظة المثيرة للاهتمام امتثال الأطفال للتوجيهات بشكل كامل، ورغبتهم الشديدة في إكمال الدراسة.

تأملات الأطفال المتوفرة على تطبيق توازن، يتم فحصها من قبل أخصائي نفسي للتأكد من فاعليتها، وتحقيق الأهداف المرجوة منها. وقد تم تقسيمها بحسب الفئات العمرية، وبناء على التطور الذهني والجسدي للأطفال.