لعلك تتساءل ما هي آلية التفكير لدى الإنسان؟ وكيف تؤثر كمية ونوعيّة التفكير على حياته النفسية؟ تعرف معنا على التفكير الزائد في هذا المقال. 

تربط عملية التفكير بين أفكار الإنسان ومعتقداته ومبادئه التي تدور في عقله وتكوّن شخصيته التي يتعامل فيها مع نفسه ومع الآخرين من حوله؛ فالأفكار الإيجابية ترفع من شأن صاحبها وتجعله شخصًا بنّاءً وهادفًا مقبلًا على الحياة، بينما الأفكار السلبية تؤذي صاحبها وتجعله تعيسًا غير منجز، لذلك التفكير بِكمّه ونوعه مهم جدًا لحياة نفسية وعقلية جيدة. 

ما هو التفكير الزائد؟

لنتفق بدايةً على أن التفكير (الفكر) بصورته العامة أساسي في نجاح عملية التخطيط وبناء الإنسان وهو الذي ينمّيه ويطوره باستمرار، ولكن يصبح التفكير غير فعّال أو تفكيرًا مرضيًّا عندما يستنفذ الطاقة الجسدية والنفسية، ويسبب الأمراض المزمنة نتيجةً له فيُقفل الكثير من منافذ اليُسر. 

يُعرّف التفكير الزائد بأنه مجموعة الأفكار (في الغالب تكون أفكارًا سلبية) التي تناقشها وتغرق فيها دون الوصول بخطوات واضحة إلى حلول مناسبة، لذا فإن هذا التفكير يستهلك طاقتك ويُفقدك التركيز في مهامك اليومية وشؤون حياتك المهنية والاجتماعية. 

أسباب التفكير الزائد

توجد أسبابٌ كثيرة تؤدي إلى التفكير الزائد وهذه بعضًا منها: 

  • الخوف من المستقبل
  •  الخوف من الفشل. 
  •  التفكير المفرط في نظرة المجتمع والخوف منها. 
  •  اضطرابات الوسواس القهري. 
  •  المثالية الزائدة وجلد الذات. 
  • التجارب السلبية السابقة والتفكير المفرط في الفرص الضائعة والقرارات والندم عليها. 
  •  عدم القدرة على إبطاء سباق المخاوف والأفكار الغامضة، وذلك ليس من باب فهم الحكمة من هذه الأفكار وإيجاد الحل وإنما على سبيل الغرق في التفكير والخوض فيها. 

حلول للتخلص من التفكير الزائد

توجد طرق عديدة للتخلص من التفكير المفرط ومنها ما يأتي:

  •  إدراك أن التفكير الزائد يسبب أزمة نفسية حقيقية

للتخلص من التفكير الزائد يجب عليكَ أولًا إدراك وجود مشكلة وأزمة حقيقة يسببها هذا الكم من التفكير، وتحديد الأسباب الفعلية التي تؤدي إليه وذلك بالنظر مليًّا في العلامات الدالة على ذلك.

على سبيل المثال قلة النوم الناتج من القلق والتوتر وهو نتيجة للتفكير الزائد وملاحظة مدى تأثير ذلك على صحتك النفسية والجسدية، إلى أن تندفع رغبة كبيرة داخلك في التعافي من هذا الإجهاد النفسي والجسدي على حدٍّ سواء، ومن ثم وضع خطة أسبوعية أو يومية تُشغل فيها نفسك عن التفكير في الماضي أو المستقبل كممارسة الرياضة بانتظام، وتركيز هذا الجهد في اتخاذ القرارت الصحيحة وبناء العلاقات الصحية الناجحة. 

  • التأمل 

يُعد التأمل بمدارسه المتعددة أحد الحلول الجيدة في معالجة التفكير الزائد، وذلك قد يكون بالصمت والتأمل في نفسك والإنصات إلى الصوت في داخلك ليتم فصل دماغك عن التفكير في تلك اللحظة تمامًا، ومن الجيد تخصيص وقت معين من الأسبوع مثلًا تبتعد فيه عن الهاتف والأصدقاء والعمل لتسترخي مع نفسك فقط. 

  • التمييز بين الأفكار السلبية العابرة والأفكار السلبية المستمرة

يعتبر تكوّن الأفكار السلبية في عقلك أمرًا طبيعيًّا ولكن تكرر واستمرار هذه الأفكار في كل المواقف وإسقاطها على كل حدث هنا يكون الخلل في التفكير، لذا يجب استبدالها على الفور بأخرى إيجابية وصحية أكثر وعدم التركيز على المشاكل بحد ذاتها بقدر التركيز على الحل السليم لها، ويمكنك أيضًا تشخيص الأفكار السيئة التي تسترسل فيها من خلال كتابتها على ورقة والتحدث معها بكل صراحة ومع مرور الوقت واتباع هذه الاستراتيجية في التفكير وحل المشكلات ستجد عقلك يتبعها كمنهج ونمط أساسي تلقائي. 

  • القراءة قبل النوم

تعتبر القراءة من الأساليب الصحية في التعامل مع التفكير الزائد وتحديدًا القراءة قبل النوم، حيث يمكنك قراءة أي كتاب تفضله حتى لو لم تركز فيه تمامًا؛ لأن الهدف هنا من القراءة هو تشتيت العقل عن التفكير المفرط وعدم إنهاكه به.