يمكن اعتبار مصطلح القلق النفسي من أكثر المصطلحات استخدامًا وانتشارًا بين الناس؛ ويعود السبب في الضغوطات النفسية التي يواجهها الإنسان على الصعيد الاقتصادي، والاجتماعي، والشخصي، والصحي لذا سنناقش معًا في هذا المقال طرق علاج القلق النفسي تحديدًا. 

علاج القلق النفسي بخطوات عملية

يمكن تلخيص علاج القلق النفسي بخمس خطوات عملية للتخلص منه والعيش بسلام وسعادة وهي كالآتي: 

  • التنفس العميق

التنفس هو الخطوة الأولى في التخلص من القلق والتوتر، حيث يمكن تشبيه مفهوم القلق بمشاعر ضيق النفس التي تحدث للإنسان لذا عليك توسعة هذا الضيق من خلال عملية التنفس العميق؛ فهي خطوة عملية وفعّالة جدًا في تهدئة الأعصاب، وتوصيل الأكسجين إلى الدماغ وبالتالي التفكير بطريقة سليمة وذلك لأن أغلب مشاعر القلق هي صنيعة أفكارك. 

توجد تمارين وأنماط عديدة للتنفس ولكن من أبسطها هو الشهيق والزفير العميق، عليكَ بدايةً الجلوس مستقيمًا في مكان هادئ وأغمض عينيك ثم قم بأخذ شهيق عميق من أنفك ثم أخرج الزفير رويدًا رويدًا، وكرر هذا التمرين يوميًّا لمدة 10 دقائق وستلاحظ الأثر العجيب على نفسك وجسدك. 

  • تقبل مشاعر القلق وعدم إنكارها

الخطوة الثانية لمواجهة مشاعر القلق والتوتر بوعي وحكمة أن تتقبّل هذه المشاعر، لذا لا تسمح للقلق أن يتمكّن من أفكارك وعقلك وجسدك وتذكر أن هذه المشاعر طبيعية وجميع الناس في فتراتٍ معينة يشعرون بها فمن الأفضل أن تتقبلها ولا تنكرها ولا تدعها تأخذ حجمًا كبيرًا من حياتك؛ فمثلًا يمكنك في اللحظة التي تشعر فيها بالقلق أن تجلس لساعةٍ كاملةٍ لوحدك وتتصالح مع ذاتك لتتعامل بطريقة صحية مع هذه المشاعر. 

والجدير بالذكر أن أمراض الضغط والسكري وتصلب الشرايين والنوبات القلبية وغيرها هي نتيجة القلق المستمر الذي يعيشه الإنسان فيُفرز هرمونات مضرة بالجسم كالسموم تمامًا، لذا يجب تقبل القلق أولًا وعدم السماح له بالسيطرة على كل أحداث حياتك ومشاعرك. 

  • لا تصدق أفكارك

الخطوة الثالثة بعد أهمية تقبّل القلق هي عدم تصديق أفكارك وأقصد هنا تحديدًا الأفكار السلبية التي تأتي نتيجة القلق والتوتر، فلا تنجرف وراء تيار الأفكار في عقلك. 

وأنصحك هنا بكتابة الموقف الذي سبّبَ لك مشاعر القلق والتوتر، مثلًا اكتب “لماذا سبب هذا الموقف مشاعر القلق” لماذا أعتقد أن هذا الموقف سيء بالنسبة لي” وهكذا إلى أن تتحرر من أفكارك تمامًا وتتقبل مشاعرك كما هي. 

  • الحديث والتعبير الإيجابي مع الذات

الحديث الإيجابي مع الذات مهم جدًا في عملية التخلص من القلق؛ فتحدّث مع ذاتك باستمرار وقل لنفسك أنك تستطيع أن تتخطى هذا الموقف وتتعامل معه بذكاء، أخبر نفسك أنك تثق بها وتستطيع حل المشكلات مهما كانت صعبة وتخرج بأفضل النتائج الممكنة؛ فالتعبير بلسانك عن أفكارك يساعدك على تنظيمها وتقليل مشاعر القلق قدر الإمكان. 

  • التركيز على اللحظة الحالية التي تعيشها 

العيش مع القلق يُفقدك متعة الشعور باللحظة التي تعيشها، لذا حاول الخروج من أفكارك وقلقك واستشعر وجود نفسك في تلك اللحظة تحديدًا، ويمكنك مساعدة نفسك على التركيز بصورة أفضل من خلال التركيز على الأدوات من حولك مثلًا ركّز في باقة الورد الموجودة على الطاولة، ركّز في فنجان القهوة الذي تحتسيه وهكذا.