التردد هو حالة من الفوضى التي يشعر بها الإنسان في شؤون حياته فلا يستطيع اتخاذ القرار بشكلٍ سليم، ويعود السبب في ذلك إلى سمات شخصيته المتردّدة القلقة، إذا كيف أتعامل مع التردد؟ سنُبحر معًا في هذا المقال حتى نتمكن من فهم هذه السمات وأسبابها وطريقة التعامل الصحيحة معها. 

يجب التنويه إلى أن التردد إما يكون ترددًا عابرًا وهو الذي يأتي من الحالة النفسية التي يمر بها الإنسان في فترةٍ معينة بسبب ظرفٍ طارئٍ أو تغيرٍ في المزاج، وإما ترددًا دائمًا وهو الذي سنناقشه في هذا المقال. 

كيف أتعامل مع التردد

توجد وسائل وطرق عديدة للتعامل الصحي مع التردد، ولكن من أبسطها وأهمها ما يأتي: 

  • تكرار الشيء لمراتٍ عديدة

التدريب على فعل الأشياء وتكرارها مهم جدًا في عملية ضبط التردد وتقليله في كل مرة إلى أن يتم إتقان هذه الأشياء تمامًا بعيدًا عن حالة التردد التي يعيشها. 

  • الانشغال بالذات

المشكلة الحقيقة التي يواجهها المتردد هي التفكير والخوف من كلام الآخرين، لذا يجب تعليم وتدريب نفسك بعدم الانشغال بتقييم الناس والاهتمام بآرائهم بل الانشغال بدائرتك فقط حتى تتمكن من قتل التردد في نفسك. 

  • الابتعاد عن تطبيق فكرة الكمال

يجب أن يبتعد المتردد عن التفكير في هاجس الكمال والمثالية في أبسط الأعمال، لذا فليحرص على تقليل هذا الهاجس شيئًا فشيئًا فلا رابط بين النجاح والكمال وكذلك الإبداع والتردد فيمكنك الإبداع بعيدًا عن التردد والقلق. 

علاج التردد في اتخاذ القرار

يعتبر التردد من أهم المعوقات في اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح، لذلك أنصحك بأن تتخيل نفسك شخصًا ناصحًا لصديقك؛ فهذا يساعدك على الخروج من عباءة نفسك وترى الأمور من زوايا أخرى مختلفة تمامًا عن النظرة التي يسودها التردد، وبمعنى آخر أن تتدرّب على أن تكون صديق نفسك عندما تشعر في التردد في أمرٍ ما. 

توجد قاعدة تقول أن ” الناجحون يقررون بسرعة ويغيرون ببطء، والمترددون يقررون ببطء ويغيرون بسرعة”، بمعنى أبسط أنه إذا أردت أن تكون شخصًا ناجحًا يجب أن تكن سريعًا في الإنجاز والإنتاج واتخاذ القرار بحزمٍ ومراقبة النتائج بدقة، أما الشخص المتردد يخاف من اتخاذ القرار ويغيره على الفور من دون مبرر لذلك اختر أن تكون منجزًا منتجًا وناجحًا في حياتك. 

سمات الشخصية المترددة

توجد بعض الصفات والسمات الموجودة في طبيعة الشخص المتردد، وهي كالآتي: 

  • ضعف الثقة بالنفس. 
  • التركيز على نيل إعجاب ورضا الآخرين باستمرار. 
  • الخوف من النقد.
  • صعوبة اتخاذ القرار. 
  • طلب المزيد من المعلومات والتوضيحات بشكل مفرط. 
  • الشعور بعدم الراحة مع النفس ومع الآخرين. 
  • الشعور بالضياع وسط الخيارات والبدائل المطروحة. 

أسباب التردد

تُعد الأسباب التي تدعو إلى التردد كثيرة ولا يمكن حصرها، ولكن سنعرض أهم هذه الأسباب كالآتي: 

  • ضعف الثقة بالنفس

السبب الأهم في بُنية الشخص المتردد هي ضعف ثقته بنفسه؛ فتراه لا يثق بقدراته وكفاءته وينظر إلى نفسه نظرةً دونية مهما أنجز وفعل، لذلك عند الحديث عن علاج التردد يجب أولًا تقوية ثقته بنفسه. 

  • الخوف من الفشل

يُشكّل الخوف من الفشل وسواسًا للشخص المتردد بطبيعته، فهو منذ طفولته يُنعت بالفاشل فيحرص حرصًا شديدًا على قراراته ويخاف أن يُخطئ أو يفشل في أي أمرٍ أو قرار، إضافةً إلى ذلك خوفه من نقد الآخرين وتعليقهم أيًا كان فيكون هاجسًا له يبعث في نفسه التردد والقلق.

  • الضغوطات الاجتماعية 

يتردد الشخص أحيانًا مراعاةً للعادات والتقاليد الاجتماعية خاصةً التي تشكل عبءً لا مبرر له من وجهة نظره فتجده مترددًا، لذا قد يزول هذا التردد بمجرد زوال السبب أي إذا انتقل الشخص إلى بيئةٍ أو مجتمعٍ آخر.