هل فكرت يومًا أو تسألت كيف يؤثر الصوت على الدماغ والوعي؟ما هي العلاقة بين الأصوات والدماغ وكيف يعمل الأخير مع الأذن؟ إليك التفاصيل.

كيف يؤثر الصوت على الدماغ والوعي عبارة عن سؤال يتراود في ذهن الكثيرين، فما هي تفاصيل الإجابة وماذا يجب أن تعرف حول الموضوع؟

يعمل الدماغ والأذن بشكل متكامل معًا، حيث تقوم الأذن بجمع الموجات الصوتية ونقلها إلى الدماغ من أجل ترجمتها هناك، ولكل جزء من الأذن دور في هذه العملية.

في الدماغ، تقوم أعصاب السمع بوصل قوقعة الأذن (cochlea) مع القشرة السمعية في الدماغ من أجل معالجة الموجات الصوتية وترجمتها.

كيف يؤثر الصوت على الدماغ والوعي؟

إذا للأصوات تأثير قوي على الإنسان، سواء كانت مزعجة، مخيفة، محببة، هادئة أو غيرها الكثير، لكن كيف يؤثر الصوت على الدماغ والوعي تحديدًا؟

هناك علاقة قوية بين الأصوات التي نسمعها من حولنا وتأثيرها على الدماغ، ولتفسير ذلك، قم بحث سويدي تم في عام 2009، بدراسة تقنيات التأثير للأصوات على الدماغ، فوجدوا ما يلي:

  •  جذع الدماغ المنعكس (Brain stem reflex): عندما يسمع الدماغ أصوات عالية وغير متناغمة ومزعجة، يتفاعل معها الدماغ بشكل غريزي إما بالحذر أو الهلع والخوف.
  • التقييم التكيفي (Evaluative conditioning): عندما يقوم صوت ما باستخراج المشاعر لدينا لأننا سمعناه بأوقات وحالات معينة، سوف يعمل الدماغ فورًا على ربط هذا الصوت مع نفس الحالة أو الوقت السابق.
  • العدوى العاطفية (Emotional contagion): يقوم الدماغ بلمس المشاعر التي تعبر عنها بعض الأصوات مثل الأغاني، وبالتالي يعمل على ترجمتها لاحقًا بناء على المشاعر التي شعرنا بها عند سماعنا لها.
  • التصور المرئي (Visual imagery): وهو عندما تقوم الأصوات أو الموسيقى بجعل دماغنا يتخيل صورة ما.
  • الذاكرة العرضية (Episodic memory): وهي تعبر عن ربط أغنية أو موسيقى ما بحالة أو ذكرى قوية، مثل أول أغنية رقصت عليها مع شريك حياتك.
  • الموسيقى المتوقعة (Music expectancy): وهي انعكاس لتجربتنا مع هذه الموسيقى أو الأصوات، لنصبح نتوقع ماذا سيصدر عن تحريك الكرسي بقوة على الأرض مثلًا.

إذًا هذا هو جواب السؤال كيف يؤثر الصوت على الدماغ والوعي بالتفصيل.

تجدر الإشارة إلى أن الدراسة أوضحت أن أول حالتين تولدان مع الإنسان، في حين يتم تطوير الحالتين التاليتين خلال السنوات الأولى من حياة الإنسان، أما الحالتين الأخيرتين يتم اكتسابهما وتعلمهما خلال الطفولة ومع مرور الوقت.

التأمل الصوتي

ما سبق يوضح أن هناك علاقة قوية بين الدماغ والأصوات من حولنا، ومن هنا تم استغلال ذلك من أجل تطوير نوع من أنواع التأمل، والذي يدعى التأمل الصوتي (Sound meditation).

التأمل الصوتي عبارة عن تمرين يتم فيه التأمل بعمق مع استخدام الأصوات المختلفة والموسيقى لتحقيق ذلك.

حيث استخدمت الموسيقى منذ القرون السابقة في الطب البديل لدورها في علاج القلق والتخلص من التوتر، حتى أن هناك شعوبًا تحتفل بالأصوات بسبب قوة تأثيرها على الإنسان.

يتم التركيز على ذبذبة الأصوات تحديدًا في التأمل الصوتي التقليدي، واستخدام آلات تعود إلى العصور القديمة مثل الصنج (Gong) والأوعية النحاسية.

خلال جلسة التأمل الصوتي، يطلب من المشتركين الإستلقاء بوضعية مريحة وإغلاق عينيهم والتركيز على عملية التنفس في الوقت ذاته الاستماع إلى بعض ذبذبات الأصوات.

عادة ما تستمر هذه الجلسة لمدة ساعة واحدة، يشعر خلالها المشترك بالراحة والهدوء والطمأنينة مشابهة لتلك الناتجة عن الاستمتاع بإجازة نهاية الأسبوع.

يعرف هذا النوع من التأمل باسم العلاج بالأصوات، حيث تعمل هذه الأصوات الجميلة على تحقيق التناغم في جسدك ودماغك وأحاسيسك.

يعتبر التأمل الصوتي بأنه من أنواع التأمل القوية والفعالة جدًا، والتي أثبتت قدرتها على المساعدة على التخلص من أعراض الإصابة بالإكتئاب والقلق والتقليل من الإدمان.