هل تشعر بالانزعاج عند تواجدك بين مجموعة من الناس؟ أو أنك تفضل البقاء وحيدًا في المنزل لقراءة كتاب أو مشاهدة التلفاز بدلًا من مشاركة الأصدقاء الأفراح؟ ذلك ليس له مدعاة للقلق بشكل كبير، فإن الميل إلى العزلة والانطواء ينتج أشخاصاً أذكياء، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا سعداء، فالذكاء لا يجلب السعادة على الدوام، ولكن السعادة تجلب الحب وراحة البال.
الميل إلى العزلة والانطواء: أسبابه وطرق التغلب عليه
الصحة الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من نظام الإنسان الصحي المتكامل، حيثُ يهتم الإنسان بجسده من خلال ممارسة التمارين الرياضية، وتناول الأطعمة الصحية، ويجب أن يهتم الإنسان أيضًا بحياته الاجتماعية وتعزيز علاقته مع الآخرين.
حيثُ يضر الانعزال والانطواء الإنسان، إذ يفقد حلقة الوصل كليًا أو جزئيًا مع المجتمع لمدة طويلة أو قصيرة من الزمن، مسببًا له العديد من المشاكل الصحية، كما أنه يُحدث خللًا في دوة الحياة السليمة، فمن المهم معرفة ما أسباب الميل إلى العزلة والانطواء، وما هي أهم الطرق لعلاجها.
أسباب العزلة والانطواء
يعود السبب الرئيسي خلف العزلة والانطواء هو الشعور بالقلق والتوتر، جراء حدث ما أو جراء عدم القدرة على التعامل مع الآخرين، أو لربما لصدمة قد أصابت الإنسان، فيبدأ بالانسحاب من المجتمع يوميًا بعد يوم إلى أن يبقى وحيدًا يُفضل الجلوس في المنزل بدلًا من ملاقاة الأصدقاء والأحبة.
وعلى صعيد آخر فإنّ ضغوطات الحياة والالتزامات المتعددة، تجعل الوقت يمر بسرعة البرق، فلا يوجد متسع من الساعات لقضائها مع المجتمع، مما تصطف الحياة الاجتماعية في آخر سلم الأولويات، ويفضل الإنسان الانسحاب من المناسبات المختلفة مرة تلو مرة لضيق الوقت، إضافة إلى ذلك فإنّ الإنسان الذي يميل إلى العزلة يبتعد أحيانًا عن التكلف أمام أشخاص يوتره وجودهم أو التعامل معهم.
طرق التغلب على العزلة والانطواء
نسلط الضوء على أفضل الطرق للقضاء على الميل إلى العزلة والانطواء:
- حدد أسبابك: يجب تحديد أسباب هذه العزلة، ومعرفتها بشكل جدي، وكن صادقًا في إجاباتك لتتصارح مع ذاتك، كما يُمكن استشارة أحد المختصين لمساعدتك في إيجاد سبب هذه المشكلة.
- الانضباط الذاتي: فيجب على من يُعاني الميل إلى العزلة والانطواء ترتيب الأولويات وخلق وقت مستقطع وإن كان قليلًا لمعاودة الاتصال مع المجتمع، كما يُمكن البدء بهذه الخطوة تدريجيًا من خلال الرسائل النصية ثم المكالمات الهاتفية وأخيرًا التواصل وجهًا لوجه، لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء.
- ممارسة التأمل: يُساعد التأمل على تهدئة النفس ومصارحة الذات، إذ يحتاج المنعزل إلى مواجهة ذاته وعلاج قلقه وتوتره ومخاوفه، ثم وبعد ذلك البدء بالتواصل مع المجتمع الخارجي، وهنالك العديد من تمارين التأمل والاسترخاء التي يُمكن الاستفادة منها لعلاج الميل إلى العزلة والانطواء.
- التواصل الواضح: أحيانًا يعود السبب وراء الميل إلى العزلة انشغالات والتزامات طارئة تمر على حياة الفرد، فمن الخطوات الرائعة التحدث مع الأصدقاء وشرح مدى صعوبة هذه الفترة من الحياة، وأسباب ضيق الوقت التي تجعلك تُفضل العزلة في المنزل، فبالتأكيد سيتقبلون ذلك وسيتفهمون أسبابك ويُعاونوك في قضاء هذه الفترة.
- توقف عن إرضاء الناس: قد يفضل البعض الميل إلى العزلة جراء افتقار الصبر على استيعاب الآخرين ومجاراتهم، فمن الأسهل أن يبقى الإنسان وحيدًا على أن يتعامل مع بعض الأشخاص غير المرغوبين، ولكن ذلك ليس الحل، فيجب عليك مواجهتهم وكن على طبيعتك دون إجهاد نفسك بتحمل ما لا تستطيع تحمله.