تعد المشاعر جزءا مهما من تكوين الإنسان، وهي تميز بين كل فرد وآخر، سواء فيما يتعلق بسلوكه أم شخصيته أم غير ذينك؛ لكن المشاعر تكاد تكون أمرا مبهما لا نستطيع فهمه وتفسيره بوضوح، مما يجعلنا نطرح كثيرا من التساؤلات عنه. وفي هذا المقال سنجيب عن واحد من أبرز التساؤلات المطروحة عنها، ألا وهو من أين تأتي المشاعر.

من أين تأتي المشاعر؟

يشيع الاعتقاد بأن المشاعر مصدرها القلب، غير أن مصدرها الحقيقي هو الدماغ، فالدماغ يعد عضوا معقدا ومركبا، وهو المسؤول عن كل شيء تقريبا في الإنسان، بما في ذلك ضربات قلبه. ويعد الجهاز الحوفي (Limbic system) في الدماغ المصدر المحدد لتكون المشاعر. وتجدر الإشارة إلى أن كل نوع من أنواع المشاعر له منطقة خاصة في الدماغ يأتي منها، وذلك يشمل الآتي:

  1. الخوف: تعد المنطقتان الدماغيتان الآتيان مسؤولتين عن تكون مشاعر الخوف:
    • اللوزة الدماغية (Amygdala).
    • تحت المهاد (Hypothalamus).
  2. الغضب: إليك المناطق الدماغية المسؤولة عنه:
    • اللوزة الدماغية.
    • تحت المهاد.
    • أجزاء من قشرة الفص الجبهي (Prefrontal cortex).
  3. السعادة: وهي تأتي من المنطقتين الدماغيتين الآتيتين:
    • القشرة الحوفية (Limbic cortex).
    • الطلل (Precuneus).
  4. الحب: وهو يأتي من هاتين المنطقتين في الدماغ:
    • تحت المهاد.
    • الغدة النخامية (Pituitary gland).

كيف نفهم المشاعر؟

بعد أن عرفنا من أين تأتي المشاعر، لا بد أن منا من يتساءل عن كيفية فهم هذه المشاعر.

من أجل فهم المشاعر، يجب إدراك الأعراض والتغيرات الجسدية التي تتصاحب مع كل شعور، ويساعد في فهم ذلك معرفة من أين تأتي المشاعر، فالدماغ الذي تأتي منه المشاعر يعمل على مراقبة ما تحدثه من تغيرات وربط ذلك بالذكريات والتجارب السابقة لإنشاء المشاعر المختلفة بناء عليها. فعند فهم المشاعر، نستطيع إدراك الأسلوب الأمثل لمواجهتها. وتتضمن أبرز الأساليب التي تساعدنا في السيطرة على مشاعرنا الآتي:

  • ممارسة التأمل: تعد ممارسة التأمل من أبرز الأساليب التي تساعد في فهم المشاعر والسيطرة عليها، وذلك بدوره له تأثيرات إيجابية في الصحة النفسية والعضوية على حد سواء. ونذكرك الآن بتحميل تطبيق توازن الذي يحتوي على معلومات شاملة عن التأمل بأنواعه المختلفة إضافة إلى مجموعة من البودكاست والتأملات العديدة.
  • تقبل المشاعر: يساعد في السيطرة على الشعور المعين تقبله كما هو وعدم محاولة تجاهل وجوده، ويسهم في ذلك رؤية المشاعر على أنها رسالة حيادية ليست جيدة ولا سيئة، فذلك يجعلك مرتاحا في التعامل معها.
  • الابتعاد عن مصدرها: ففي حالة ظهور مشاعر سلبية، من ذلك الغضب والخوف، ينصح بالابتعاد عن مصدرها، وذلك قد يكون بمغادرة المكان إن أمكن، أو بتشتيت الذهن عن التفكير بالسبب وراء الشعور، من ذلك بقراءة كتاب أو الاستماع إلى محاضرة صوتية، على سبيل المثال.
  • العلاج النفسي: في حالة كون ردود أفعالك تجاه المشاعر المختلفة شديدة أو تسبب لك تلك المشاعر من الأذى النفسي ما يمنعك من ممارسة حياتك الطبيعية، فعليك باللجوء إلى معالج نفسي لتعليمك الطرق المناسبة للسيطرة على مشاعرك.