يهدف التأمل التركيزي إلى التخفيف من حدّة القلق والتوتر، ويُتيح هذا الأسلوب التأملي التركيز على فكرة أو صوت أو إحساس بدلًا من محاولة التجديف مع العقل دون جدوى، فتابعوا معنا قراءة المقال الآتي من توازن لتتعرفوا أكثر على هذا التأمل.

ما هو التأمل التركيزي؟

يُعرف التأمل التركيزي أو تأمل الانتباه المركز على أنّه الاهتمام والتركيز في شيء ما للبقاء في اللحظة الحالية، وإلغاء الحوار الداخلي الذي يجري في دماغ الإنسان، وعلى العكس من التأمل الكلاسيكي الذي يُركز على اللافكرة أو اللاشي لتهدئة العقل، فإنّ الأول يُركز على شيء حاضر، وفي الغالب يعتمد هذا التأمل على المنبهات الحسية التي تشمل الإحساس باللمس، واستنشاق الروائح، واستماع الأصوات، ومشاهدة العناصر المرئية، تمامًا كما في أنواع التأمل اليقظ المختلفة.

خطوات التأمل المركز

يُمكن ممارسة التأمل المركز في أي زمان ومكان، ولكن الشرط الأساسي فيه هو التواجد في بيئة هادئة ومريحة، والبدء بالتأمل لمدة 5 دقائق، ثم شقّ الطريق وزيادة المدّة مع مرور الزمن، وتاليًا نذكر أهمّ خطوات ممارسة التأمل المركز:

  • استهدف تركيزك: من خلال اختيار الهدف الذي تريد أن تركز فيه، ومن الخيارات الملائمة التركيز على الأنفاس، لأنّها عادة ما تكون هي النقطة الأولى في تمارين التأمل، ثم اتخذ وضعية مريحة.
  • استرخي: ارخ جسدك وجميع أجزاءه، ثمّ تنفس من منطقة البطن.
  • ركز على هدفك: ابدأ بتحويل انتباهك للهدف الذي اخترت التركيز عليه، وعلى سبيل المثال إن كنت تُركز في أنفاسك، فانتبه إلى مشاعرك مع كل شهيق وزفير.
  • تهدئة صوتك الداخلي: إن حاول عقلك تشتيت انتباهك وتحليل أفكارك، والتفكير بمجريات يومك، حاول برفق إعادة انتباهك إلى هدفك، واستشعر أحاسيسك بكل هدوء.
  • لا تقلق من الفشل: إن باغتك عقلك ووضع لك مشتتات لتُلهيك عن التركيز في هدفك، ما عليك إلّا المحاولة مرة أخرى إلى أن تنجح، فالعملية تحتاج إلى تكرار وممارسة لإتقانها.

نصائح عند ممارسة التأمل التركيزي

بالطبع فإنّ الخطوات السابقة كافية لممارسة التأمل التركيزي، ولكن هنالك بعض النصائح التي يجب أخذها في عين الاعتبار لا سيما عند ممارسة التأمل في المراحل الأولى، وهي:

  • امنح نفسك وقتًا كافيًا لممارسة التأمل مهما كان نوعه، حيث أنّ ضيق الوقت قد يزيد من القلق والتوتر ويخلق مشاعر سلبية، تجعلك مصابًا بالإحباط.
  • جرب طرقًا أخرى للتأمل إن شعرت أنّ التأمل ليس مناسبًا لك في هذا الوقت، وعاود ممارسته في وقت لاحق.
  • اختر الوقت المناسب للتأمل التركيزي، وهذا متفاوت يعتمد على شخصية كل إنسان، إن كان يُفضل ممارسة التأمل في الصباح الباكر للحصول على فوائد التأمل الجمة في منح النفس الهدوء المطلق طوال اليوم، وآخرون يفضلون ممارسة التأمل بعد يوم مزدحم وملئ بالأشغال، للتخلص من ضغوط العمل والضغوط الاجتماعية المختلفة، فبذلك يوفر التأمل الملجأ المناسب لهم.

فوائد التأمل التركيزي

إنّ فوائد التأمل التركيزي جمة لا تعد ولا تحصى، حيث يُحسن هذا النوع من التأمل التركيز والانتباه، ويُعزز الاستجابة للمشاعر الداخلية وكأنها مشاعر مرئية خارجية، علاوة على ذلك فإنّ التأمل يجعل الإنسان حاضرًا بغض النظر عما يشعر به، فهو يبحث عن الراحة وسط ظروف قد لا تكون مناسبة.