يعتبر الغضب من المشاعر السلبية التي تصيبك عند الشعور بعدم الرضا أو الانزعاج من موقفٍ ما، ولا شك أنه يسبب آثارًا نفسية وجسدية عديدة، لذا سنسلط الضوء في هذا المقال على ماذا يفعل الغضب بجسدك؟ 

ماذا يفعل الغضب بجسدك وعقلك؟

عزيزي، لك أن تتخيل ماذا يفعل الغضب بجسدك؟ وكيف يؤثر على دماغك خاصةً عندما يكون الغضب سمة من سمات شخصيتك؛ إذ تحدث تطورات وتغيّرات في الدماغ عند الشعور بالغضب تؤثر على أجزاء ومناطق معينة فيه، مثلًا يتم تحفيز مناطق العدوان فيه وتفعيل مناطق المحاكمة والقدرة على الحكم على الأشياء، وكذلك التأثير على المنطقة المسؤولة عن التخطيط في الدماغ. 

عند الشعور بالغضب والخوف يتم إفراز هرمون الأدرينالين في الجسم مما يسبب بعض المشاكل الصحية قصيرة المدى؛ كتوسع الأوعية الدموية وسرعة في عملية التنفس وارتفاع الضغط وشدٍ في العضلات خاصةً في منطقتي المعدة والأكتاف. 

إليك بعضًا من التأثيرات الهدّامة على الصحة الجسدية على المدى القريب والبعيد كما يأتي: 

  • ارتفاع ضغط الدم. 
  • زيادة ضربات القلب. 
  • التوترات والانهيارات العصبية المستمرة والقلق المزمن. 
  • التسبّب في حدوث السكتات القلبية. 
  • زيادة حموضة المعدة. 
  • استنزاف طاقة الجسم بشكلٍ عام. 
  • ضعف عام في المناعة. 
  • اضطرابات في النوم.
  • مشاكل في الجهاز الهضمي. 
  • إجهاد نظام الغدة الكظرية. 
  • التسبّب في الإصابة بأمراض مزمنة وخطيرة مثل مرض السكري وغيره. 

الأثر النفسي للغضب

تكمن خطورة الشعور بالغضب في تحفيز المشاعر السلبية الأخرى له مثل القلق، والتوتر، والإحباط، والحزن وغير ذلك، مما يزيد من الضغوطات العصبية والتغيير في أنماط التفكير والسلوك مع تراكم هذه المشاعر والتي تنتهي في الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، كما يدفع إلى العزلة الاجتماعية وتجنب التعامل مع الأشخاص سواء في إطار العمل أو الحياة الاجتماعية اليومية. 

كيف تدير غضبك؟

من الطبيعي الشعور بالغضب في بعض الأوقات، ولكن عندما يصبح رد فعل تجاه كل موقف وحدث يجب هنا التفكير في إدارة هذه المشاعر والتعبير عنها بطرق صحية بحيث تتجنب آثاره الجسدية والنفسية، وفيما يأتي أبرز الطرق العملية في التحكم وإدارة غضبك:

  • مارس التأمل

يعتبر التأمل من الممارسات المهمة والفعّالة في إدارة المشاعر السلبية منها الغضب والعصبية؛ إذ أنه يساهم في تحفيز الشعور بالهدوء والسلام النفسي وتحقيق الاسترخاء والراحة المطلوبة عند التعامل مع المواقف والأحداث المزعجة، كما يساعد على تقبل مثل هذه المشاعر وتجاوزها بكل سلاسة وأمان، ومن أبرز تمارين التأمل هي التنفس العميق حيث يمكن أخذ شهيق عميق إلى أن يمتلئ بطنك، ثم حبس أنفاسك مدة ثانيتين ثم زفير بطيء وكرر هذه العملية بشكل يومي وفي حال الشعور بأي مشاعر مؤذية. 

  • عبّر عن غضبك

إياك أن تحاول كبت مشاعرك مهما كانت، على العكس درّب نفسك على التعبير عن غضبك بطريقة سلمية وصحية بحيث لا تؤذي نفسك أو الآخرين من حولك؛ فمثلًا يمكنك الخروج من المكان الذي أغضبك على الفور أو تغيير وضعية جلوسك، أو التحدّث بوضوح عن أسباب غضبك إلى شريكك عندما تهدأ، وذلك لمنع اجترار الأفكار السلبية وغير المبررة التي تهيّج هذه المشاعر في داخلك. 

  • اعرف جذور مشاعر الغضب

حاول أن تعرف ما يُزعجك ويثير مشاعرك، لذا اجلس مع نفسك وتحدث بوضوح عن جذور هذا الغضب هل هو موقف معين أم شخص، وتجنب كل ما يسبب الأذى النفسي لك واحرص دائمًا على إحاطة نفسك بكل ما هو إيجابي وجميل.