يُقصد بمشكلة اضطراب ثنائي القطب بأنه حالةٌ نفسية يمر بها الإنسان على شكل نوبات متكررة، وهذه النوبات إما تكون نوبات هوسيّة أي الشعور المفرط بالسعادة والنشاط دون سببٍ.
تستغرق هذه الحالة أيامًا أو أسابيعًا أو شهورًا حسب نوعه، فيعود بعدها إلى وضعه الطبيعي ثم يدخل بعد فترةٍ في نوبةٍ أخرى وهي نوبة من الكآبة والحزن وضيق الصدر والملل والتي تستغرق أسابيعًا أو شهورًا وهنا تكمن المشكلة ومن ثم يعود الإنسان بعدها إلى طبيعته من جديد.
والجدير بالذكر أن هذا المرض أصاب عظيمٌ من عظماء العالم وهو القائد نابليون بونابرت، فكان إذا أتته نوبة الهوس يقود الجُند فيسمّونه حينها بالبطل المغوار أما في نوبة الكآبة فيعطي راحةً لجنده، والشاهد هنا أن هذا الاضطراب أصاب رجلًا ذكيًّا استطاع أن يستوعب هذا المرض بإدارته وحنكته.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
تجدر الإشارة إلى أن السبب الدقيق للإصابة باضطراب ثنائي القطب غير محدد إلى الآن، ولكن توجد بعض العوامل والأسباب التي تزيد من فرص الإصابة به وهي كالآتي:
-
العوامل الوراثية
يلعب العامل الوراثي أو الجيني دورًا أساسيًّا في إصابة شخص معين باضطراب ثنائي القطب خاصةً في حال وجود أقارب من الدرجة الأولى مصابين به، كالأب أو الأم أو الأخت أو الأخ.
-
العوامل البيئية والنفسية
تتلخص هذه العوامل في فترات الضغط النفسي والعصبي التي يتعرض لها الإنسان في شؤون حياته بما فيها الصدمات القوية، فقدان شخص عزيز وغيرها والتي تعمل على تحفيز الجينات الحاملة لهذا الاضطراب بشكل واضح.
-
العوامل البيولوجية
وتتمثل بوجود مشاكل في خلايا الدماغ خاصةً عند الأشخاص الذي يُفرطون في تناول الكحول والمخدرات والدخان؛ فهذه المواد تزيد من دخول متعاطيها في نوبات هوس واكتئاب أكثر من المعتاد.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
تجدر الإشارة هنا إلى وجود درجات مختلفة من هذا الاضطراب؛ فتختلف الأعراض بناءً عليها وقد تصل في درجات متقدمة إلى حدوث انفصام في الشخصية، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
- فرط في الحركة ونشاط زائد.
- التحدث بشكل مفرط.
- عدم القدرة على الجلوس بسكون لفترةٍ طويلة.
- التفكير المفرط بالقيام بأعمال كثيرة وعدم إنجاز أيًّا منها.
- التفكير بأفكار غير موجودة على أرض الواقع.
- القيام بأفعال غير لبقة اجتماعيًّا كالتلامس الزائد غير المبرر.
- شراء احتياجات غير ضرورية وصرف الكثير من الأموال بشكل مبالغ فيه.
علاج اضطراب ثنائي القطب
يختلف علاج المصاب باضطراب ثنائي القطب تبعًا للحالة الصحية ودرجة الاضطراب التي يمر بها؛ ففي الحالات البسيطة يكون العلاج يسيرًا، ولكن تكمن الخطورة عندما يصل لدرجات عالية من الهوس أو العكس في نوبات الاكتئاب الشديدة، وتتلخص طرق العلاج فيما يأتي:
-
العلاج بالأدوية الطبية
تلعب الأدوية دورًا مهمًّا في رحلة علاج اضطراب ثنائي القطب، حيث تتمثل في أدوية مثبتات المزاج بالدرجة الأولى والتي تعمل على السيطرة على نوبات الهوس والاكتئاب إضافةً إلى مضادات الاكتئاب وغيرها، وتبعًا لنوع الاضطراب ودرجته يتم تحديد الجرعة والدواء المناسب للحالة من قبل الطبيب المختص لذا تكون الآثار الجانبية قليلة جدًا لهذه الأدوية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الاستمرار في تناول أدوية اضطراب ثنائي القطب حتى لو شعر المريض بتحسّن في الحالة وذلك منعًا لحدوث انتكاسات مفاجأة.
-
العلاج النفسي
يتمثل العلاج النفسي لمرضى ثنائي القطب في العلاج السلوكي الإدراكي CBT، حيث أثبتَ فاعليته تحديدًا في معالجة أعراض الاكتئاب المصاحبة للاضطراب من خلال التركيز على معالجة الأفكار والسلوكيات التي تسبب المشاكل للمريض، من المهم إدراك أن هذا النوع من العلاجات النفسية يعالج المريض بشكلٍ غير مباشر من الاضطراب كما يأتي:
- المساعدة في دعم المريض بعد انتهاء نوبات الهوس.
- إصلاح الأوضاع الاجتماعية والمالية التي تأثرت خلال نوبات الاضطراب.
- العلاج النفسي العائلي مهم في دعم المريض، والسيطرة على الظروف التي تحفز هذه النوبات.