هل تريد أن تطور نسخة أفضل من ذاتك؟ هل تريد أن تُقلل من صفاتك السلبية وتدعمها بصفات إيجابية أخرى؟ هل تريد أن تكون فعالًا، ذو رأي سديد، جميعها أسئلة يجيبها مفهوم الوعي الذاتي، فتابعوا معنا قراءة المقال الآتي من موقع توازن لمعرفة ما هو الوعي الذاتي وكيف تطوره؟

ما هو الوعي الذاتي؟

الوعي الذاتي هو مصطلح يعبر عن المنظومة الرباعية المتمثلة بالقيم، والأفكار، والمعتقدات والمشاعر وهو التفكير الاستباقي والإدراك بجوانب الذات المختلفة، والقدرة على التفكير بالأفعال والأقوال والعواطف، بطريقة محايدة حتى وإن غايرت المعايير والقيم الذاتية، وذلك لتوليد معلومات ذات جودة عالية عن الذات والفهم الصحيح للأمور بموضوعية. (Self- .Awareness) 

يبحث الإنسان في الوعي الذاتي عن نفسه ويكتشف  خبايا عقله، ويعرف الحقائق، ويصبح ذو قدرة على اتخاذ قرارات سليمة، وواقعية خالية من العواطف، وبعيدة عن المشاعر السلبية، إذ تُصبح أفكاره سليمة إيجابية وواضحة.

أنواع الوعي الذاتي

هنالك نوعان من الوعي الذاتي، هما:

  1. الوعي الذاتي العام: وهو القدرة على ملاحظة نظرة المجتمع إلى الذات، والدوام على الالتزام بالقواعد والأعراف الاجتماعية، والحرص على التصرف بطريقة مقبولة ومسموحة اجتماعيا، ويجدر بالذكر أولئك الذين يتصفون بالوعي الذاتي العام المفرط، قد يقضون معظم أوقاتهم في القلق والتفكير حول نظرة الآخرين إليهم. 
  2. الوعي الذاتي الخاص: وهو القدرة على ملاحظة الأحاسيس الجسدية والسلوكيات والأفكار والمواقف والتأمل بها، للحكم على المواقف بشكل أفضل والتصرف معها بطريقة ملائمة واستنباط ردود أفعال مناسبة، لا سيما عند القدرة على معرفة السبب الحقيقي للقلق أو التوتر وعزوه للموقف.

كيف تطور مستوى الوعي الذاتي؟

ليس من الصعب الوصول إلى مستوى جيد من الوعي الذاتي، وذلك باتباع الخطوات الآتية:

  1. التأمل: يُعد التأمل من أفضل الممارسات التي تطور مستوى الوعي الذاتي، إذ من خلاله يتم اكتشاف الذات والدخول عبر أعماق الجسد، والشعور باللحظة، والتعامل بواقعية مع النفس، وهنالك العديد من أنواع التأمل، كالتخيل، واليوغا.
  2. تصور ذاتك أفضل: ليس هنالك ما هو مثالي، ولكن يسعى الإنسان دومًا نحو تحقيق الأفضل، وتحسين الذات، لذا عزز بذاتك نقاط قوتك، وانسج بها ذاتًا جديدة تُحقق آمالك وطموحاتك وتطلعاتك، ركز على الإيجابيات، وابحث عن مستقبل مشرق بذاتك الجديدة.
  3. اسأل “لماذا”: للقضاء على التفكير بشكل خاطئ، إذ يجب تغير نمطية الأسئلة التي اعتدنا عليها، حيث لا يسطيع الإنسان الوصول إلى العقل اللاواعي عندما يُجيب أسئلته بإجابات غير دقيقة، فعلى سبيل المثال بدلًا من أن نسأل لماذا أبقى صامتة في الاجتماعات؟ يجب أن تكون الأسئلة كيف أقضي على خوفي من التحدث في الاجتماعات؟ ما الذي يشعر فيه جسدي عند وجودي في أماكن الاجتماعات؟ وغيرها من الأسئلة الدقيقة التي يُمكن إجابتها لاستنباط السلوكيات والمشاعر في اللحظة الراهنة.
  4. استخدم عقلك: نحي عواطفك واستخدم عقلك ولا تسمح لمشاعرك بالتحكم بك لا سيما عندما تشعر بطاقة سلبية من الآخرين، قف لدقيقة وتنفس بعمق، واجعل مشاعرك السلبية ترحل واستبدلها بمشاعر إيجابية، إيمانًا منك أنّه لا يجب أن يؤثر عليك أي كان.
  5. اسأل الآخرين عن ذاتك: في محاولة اكتشاف الذات اجعل الآخرين يساعدونك في تحسين ردود أفعالك، إذ يُمكنك طرح سؤال كيف ترغبون أن أتصرف في موقف ما، واصنع عمودين إحداهما كيف أرى نفسي، والآخر كيف يراني الآخرون، وفي العمود الأول ضع الكلمات أو السلوكيات التي تصفك في ذلك الموقف، ثم اجعل الآخرين يبدون رأيهم في الموقف وسجله في العمود الثاني، ثم ابدأ بالمقارنة واكتشف ما يجب أن تغيره.
  6. دفتر المذكرات: يُعد تدوين الأحداث اليومية حتى وإن كانت بسيطة أو عادية من أفضل الطرق لتطوير الوعي بالذات، إذ يُساعدك ذلك على اكتشاف أنماط من ردود الأفعال التي قد يجب تغيرها عند ملاحظة تكرارها يومًا بعد يوم.