رغم احتياجنا الشديد إلى التفكير قبل اتخاذ أي قرار أو خطوة، ورغم أننا جميعا نفكر بما يمر بنا من أحداث وظروف، فالتفكير الزائد له أضرار كثيرة في الصحة النفسية، فهو يفضي إلى الشعور بالإنهاك ويرتبط ارتباطا شديدا بالقلق والضغط النفسي؛ وفي هذا المقال سنعرف ما هو سبب كثرة التفكير.

ما هو سبب كثرة التفكير؟

تتعدد الأسباب التي قد تفضي إلى كثرة التفكير، ولعل أبرزها الآتي:

  1. اكتساب هذه العادة في مرحلة الطفولة: معظم من يعانون من كثرة التفكير يكونون قد اكتسبوا هذه العادة في سن الطفولة، وغالبا ما يكون ذلك نتيجة لتعرضهم إلى ظروف مخيفة لا يستطيعون التصرف معها سوى بالتفكير وترقب ما سيحدث. فعلى سبيل المثال، إن كان والد الطفل يتشاجر كثيرا مع والدته، فإنه يلجأ إلى كثرة التفكير بذلك بما قد يحدث نتيجة للشجار.
  2. الرغبة بالسيطرة على الأمور: قد يظن بعض الناس أن التفكير بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بأمر ما تجعلهم قادرين على السيطرة عليه، وذلك أيضا يخلصهم من الشعور بالعجز تجاه ذلك الأمر، ولعل تجنب الشعور بالعجز يقع ضمن أبرز ما يوضح لنا ما هو سبب كثرة التفكير.
  3. الرغبة بالكمال: يمكن التعبير عن ذلك بأنه الرغبة بالشعور بالكمال، فعند أداء الفرد مهمة ما، فهو قد يبدأ بالتفكير بجوانبها المختلفة للبحث عما ينقصها لإضافته أو تعديله، وذلك لإشباع رغبته بالشعور بأنه قد أداها على أكمل وجه.
  4. تجنب الوقوع في الخلافات: معظمنا، إن لم يكن جميعنا، لا يثق بقدرته على حل الخلافات والمشكلات التي تحدث بينه وبين الآخرين، مما يجعله يلجأ إلى الإفراط في التفكير من أجل إيجاد الأساليب المناسبة لتجنب حدوث هذه الخلافات.
  5. التعميم: كون التفكير يعد مهما للنجاح في العمل والدراسة، قد يعمم بعض الناس ذلك على جوانب الحياة كلها، الأمر الذي يجعلهم يظنون أن عليهم الإكثار من التفكير في كل شيء حتى يتمكنوا من الحصول على أفضل نتائجه. وفضلا عن كون كثرة التفكير بحد ذاتها مؤذية، فهي تمنعنا من الاستمتاع بحياتنا وعيش اللحظة الحالية.

كيف تتخلص من كثرة التفكير؟

بعد أن عرفنا ما هو سبب كثرة التفكير، ننتقل الآن إلى التعرف على بعض الأساليب التي تسهم في التخلص من هذه العادة:

  • ممارسة التأمل: تعمل ممارسة التأمل على المساعدة في عيش اللحظة الحالية وملاحظة ما يحدث خلالها من أحاسيس وأفكار، وذلك يجعلك قادرا على رفض هذه الأفكار المفرطة والتركيز في أحاسيس أخرى تجلب لك البهجة والسعادة. ونذكرك الآن بتحميل تطبيق توازن الذي يحتوي على معلومات شاملة عن التأمل بأنواعه المختلفة، فضلا عن مجموعة من التأملات والبودكاست.
  • كتابة المذكرات: فذلك سيجعلك قادرا على التعرف على أنماط التفكير المفرط لديك، مما يمكّنك من التحكم بها وتغييرها.
  • تشتيت النفس: يساعد تشتيت النفس في تجنب التفكير المفرط في الأمور المختلفة، إذ إنه يعمل على توجيه الذهن نحو شيء آخر، فاحرص على أن يكون ذلك الشيء إيجابيا ومفرحا، وذلك على سبيل المثال بأن تمارس هواية تستمتع بها.