يعد الإحباط ردّ فعل عاطفي للقلق والتوتر، فمن الشائع أن ينتاب الإنسان هذا الشعور جراء ضغوطات الحياة اليومية، ولكن سرعان ما يزول مع تغيير الوضع الراهن، ولكن وعند إصرار الإنسان لتحقيق أهدافه وطموحاته، قد يكون الإحباط طويل الأمد، وقد يؤثر على الصحة، تعرف على المزيد حول أنواع الإحباط في هذا المقال المقدم من توازن. 

أنواع الإحباط

كل منا لديه أهداف وطموحات وتوقعات في حياته، وعندما لا تواتي هذه الأهداف ما يريد الإنسان ويبغى، ينتابه شعور الإحباط، الذي يُعبر عن عدم اليقين، وعدم القدرة على تلبية الاحتياجات، وأنّ الظروف أصبحت خارجة عن السيطرة، مما يؤثر سلبًا على حياة الإنسان، نفسيًا واجتماعيًا وعلى أصعدة متنوعة أخرى، وتنقسم أنواع الإحباط إلى أربعة أنواع رئيسية وهي:

  • الإحباط الشخصي

يُعد الإحباط الشخصي من أكثر أنواع الإحباط أهمية وانتشارًا، نظرًا لتعلقه المباشر بالحياة الشخصية، حيثُ أنّ وجود الأصدقاء والمقربين هو الداعم الأكبر والأكثر دافعية، لذا فإنّ الإنسان يتوقع الكثير من الآخرين، ويرفع سقف توقعاته بشكل مبالغ به، وكأن العلاقات يجب أن تكون كاملة ومثالية، فيبدأ غزو الإحباط بالتسلل إلى الإنسان، فلا بدّ من تجنب الإفراط في توقع المزيد من العلاقات المختلفة، فإنّ ذلك بالتأكيد سيخلق إحباطًا داخليًا وخارجيًا مع الآخرين.

  • الإحباط المتضارب

يُعبر الإحباط المتضارب عن الصراع بين الأشخاص في بيئات مختلفة ما بين الحياة العملية والاجتماعية والشخصية، حيث تولد هذه البيئات المختلفة ضغوطات متنوعة تجعل الإنسان يخلط ما بينها، مما يجعل حياته متضاربة ناقلًا على سبيل المثال مشاكل العمل إلى المنزل وحتى الحياة الرفاهية، إذ يُسافر العديد من الأشخاص بسلبية، ومزاج محبط، وبمجرد دفعة صغيرة جدًا من تعكير المزاج، تكفي لزيادة الإحباط درجات ودرجات.

يجدر بالذكر ضرب مثال حي وواقعي على الإحباط المتضارب، حيثُ يحدث صراع بين شخصين غريبين تمامًا، لم ير أحدهم الآخر قط، لكنهما يتشاجران خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتتصاعد المشكلة بانقسام آراء المعلقين بين كلا الطرفين الأساسيين، مما تتفاقم المشكلة ويُسبب ذلك الإحباط المتضارب بعد هذا الجدال والحوار الذي يُعكر صفو المزاج.

  • إحباط الضغط

إحباط الضغط من أنواع الإحباط الرئيسية الذي يُعبر عن الضغوطات النفسية التي تولد الانفجار، ولكن يجب التنويه إلى الفرق الكبير ما بين الضغط والدافعية، حيثُ تُستخدم الدافعية لرفع الإنتاجية، وتحفيز الآخرين على إنجاز المهمات وتشجيعهم ضمن بيئة مفعمة بالإيجابية والنشاط، في حين أنّ الضغط يولد السلبية والعبء ويُسبب الإحباط.

على سبيل المثال فإنّ إعطاء عدد مبالغ به من الواجبات المنزلية للطلاب يُسبب الضغط، بينما إعطاء واجبات منزلية للطلاب بكمية معقولة وبعلامات تحفيزية فإنّ ذلك يولد دافعية لتحقيق الهدف وإنجاز الواجبات المطلوبة ضمن الوقت المحدد.

  • الإحباط البيئي

إنّ للبيئة المحيطة دور كبير في نشأة الإحباط أو انعدامه، حيثُ إذا كان الإنسان يعيش في بيئة مفعمة بالبهجة والفرح والطاقة الإيجابية، يصبح البقاء والحياة أمرًا سهلًا، بينما إن كان الإنسان يعيش في بيئة سلبية، مليئة بالأشخاص الذين يتصفون بسمات سيئة كالكذب أو الشجار على صغائر الأمور، فإنّ تلك الطاقة السلبية حتمًا ستنتقل إلى الإنسان حتى وإن كان سويًا، لذا فإنّ من بالغ الأهمية اختيار البيئة المناسبة لخلق حياة ممتعة وسعيدة خالية من التعقيدات والضغوطات.